{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}{الذين كَفَرُواْ} يعني كفار قريش، وعموم اللفظ يعم كل كافر، كما أن قوله بعد هذا: {والذين آمَنُواْ} يعني الصحابة، وعموم اللفظ يصلح لكل مؤمن {وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} يحتمل أن يكون صدُّوا بمعنى؛ أعرضوا فيكون غير متعد أو يكون بمعنى صدوا الناس فيكون متعدياً، وسبيل الله: الإسلام والطاعة {أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} أي أبطلها وأحبطها، وقيل: المراد بأعمالهم هنا ما أنفقوا في غزوة بدر؛ فإن هذه الآية نزلت بعد بدر، واللفظ أعم من ذلك {وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ على مُحَمَّدٍ} هذا تجريد للاختصاص والاعتناء، بعد عموم قوله: {آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} ولذلك أكده بالجملة الاعتراضية، وهو قوله: {وَهُوَ الحق مِن رَّبِّهِمْ} {وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} قيل: معناه أصلح حالهم وشأنهم، وحقيقة البال الخاطر الذي في القلب، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله، فالمعنى إصلاح دينهم بالإيمان والإخلاص والتقوى.